إتحاف العالمين بمشروعية التوسل بالأنبياء والصالحين

التَّوسُّل إلى الله تعالى بالأنبياء والصَّالحين من المسائل التي درجت عليها الأمَّة قروناً طويلة حتَّى جاء ابن تيمية ومن بعده من المتمسلفة ، فمنعوها واعتبروها شركاً، مع أنَّ ابتغاء الوسيلة وطلبها جاء في كتاب الله تعالى، قال تعالى:(وابْتَغُوا إلَيْهِ الوَسِيْلَةَ) [المائدة:35].وفي السُّنة المُطهَّرة وردت العديد من الأحاديث الدالَّة على جواز التَّوسُّل والاستغاثة بالأنبياء والصَّالحين..والغريب في هذه المسألة: أنَّ من منعوا التَّوسُّل بالأنبياء والأولياء والصَّالحين ، لم يُمانعوا ويُعارضوا التَّوسُّل بالحيوانات والدَّواب..فمن المعلوم أنَّ بعض السَّلف استحبَّ في صلاة الاستسقاء أن يذهب النَّاس ومعهم الدَّواب على اختلاف أنواعها كي تكون وسيلة إلى الله تعالى ، ولسان الحال يقول: يا ربِّ إن لم نحضَ نحن برحمتك وغوثك فارحم هذه الدَّواب التي لا ذنب لها ولا حَوْل ولا طَوْل..فهل يجوز التَّوسُّل إلى الله تعالى بالحمير ولا يجوز التَّوسُّل بالبشير النَّذير؟!!!)