ليس التاريخ هو الإطلاع على أحوال الماضين، أو الإطلاع على مجموعة من الحوادث التي وقعت في وقت مضى قبل وقتنا هذا أو هو معرفة الحضارات والثقافات المستقلة لمجتمعات مستقلة، أو هو الإطلاع على الأقوام والأعراف الماضية، وليس التاريخ مجموعة من التحولات والتغيرات المختلفة، وليس التاريخ هو تاريخ الآداب المختلفة كالشعر والأدب وإن كان التاريخ يشمل ذلك كله. إن التاريخ يعني البحث والتدقيق عن الأمور والأحداث التي وقعت في الماضي، والتاريخ هو حركة دائمة باتجاه المستقبل وهو عمر الإنسان الذي طوى سنين حياته وتشكلت شخصيته من حين ولادته إلى الآن، فحركة الإنسان خلال مسيرته الطويلة هي التاريخ، فالإنسان وجود تشكلت ماهية أفعاله خلال التاريخ، لذلك فالتاريخ هو كيفية صيرورة وتحقق الإنسان، فعلم التاريخ هو صيرورة الإنسان لأنه هو الذي يكشف قوانين وقواعد وأسس تكون مراحل تطوره ونموه، وعلى هذا فعلم التاريخ لايعني معرفة ماضي الإنسان فحسب بل يعني الكيفية التي تكون فيها الإنسان وكذلك معرفة العلل والعوامل التي كانت سبباً وراء ذلك التغير والتحول والرشد والتكامل التي جعلت الإنسان أو المجتمع الإنساني. السنن " القوانين" التاريخية: وإذا سلمنا بأن التاريخ هو مجموعة من الوقائع والحوادث الماضية، فمعرفة التاريخ تصبح غير ذات جدوى إلا إذا عرفنا أن التاريخ ظاهرة علمية حية تتحرك وفق قوانين علمية.

Détails du livre:

ISBN-13:

978-620-0-06267-3

ISBN-10:

6200062676

EAN:

9786200062673

Langue du Livre:

عربي

de (auteur) :

حسن قيلي

Nombre de pages:

284

Publié le:

22.11.2019

Catégorie:

Philosophie