في تحليل الخطاب

يعتبر تحليل الخطاب أحد المناهج الخاصة بالدراسات الكيفية والتفسيرية، فهو يعتمد على مهارات المحلل وكفاءته وأدواته المستخدمة في البحث والاستدلال من خلال التشفير اللغوي، وأسلوب تفكيك الظاهرة اللغوية والاجتماعية، والمعرفية إلى عناصرها الأولية التي يتركب منها الخطاب، إذ أن لمحلل لا يفصل الملفوظ عن البنية اللسانية، ولا عن شروط إنتاج الخطاب ولا عن التفاعلات الذاتية، إذ يسعى إلى استرجاع الظروف التي أدت إلى إنتاجه باعتباره مجموعة عناصر خطابية، تستطيع أن تعمل في ظل استراتيجيات مختلفة لتكوين البنية المتسقة للخطاب. لتحليل الخطاب روافد وموارده متعددة، ينهل من اللسانيات التلفظية (الذاتية النفسية، واللغوية)، ومن اللسانيات النصية (بناء النص من ناحية الروابط والانسجام الدلالي)، ومن الحجاج (البعد الحجاجي (الضمني)، وما يوجه إلى قصد بعينه)، ومن التداولية والبلاغة وعلوم الاجتماع والإعلام والاتصال، والذكاء الاصطناعي والمنطق والفلسفة، يوظفها توظيفا خالصا لبناء منظومته المعرفية.