الجوانب النقدية في دراسة شعر أبي تمام الطائي بالغرب الإسلامي

إن تجديد أبي تمام الفني في الشعر العربي كان أمرا حتميا متجاوبا والمرحلة التاريخية التي عاش فيها،بل إن هذه المرحلة بمظاهرها الحضارية والثقافية المتعددة قد ساهمت في صنع شاعرية أبي تمام الفنية ،وفي إخراج شعره على الوجه الذي أجمع النقاد على ملمح التجديد فيه،والذي لم يكن يتنكر للنهج التقليدي للقصيدة العربية،فهذا القالب القديم كان يحوي مادة جديدة تبين عن خفايا نفس أبي تمام العميقة،وعقله القوي المبين، تلك القوى التي جعلت منه رأس مذهب شعري كانت أهم خصائصه : أولا : إكثار أبي تمام من تتبع البديع بكل ألوانه إكثارا عرف به، بعد أن كان الشعراء قبله يتناولونه باقتصاد و بغير تكلف. ثانيا :إلحاحه على المعاني الدقيقة و الأفكار العميقة . و بناء على هذه العلاقة بين الشعر والحضارة كان هدفنا في هذا الكتاب متابعة انتقال الأثر الفني لشعر أبي تمام الطائي إلى الغرب الإسلامي حيث كان لمعيار الانتقال دلالة صريحة على القوة الفنية لمذهب أبي تمام وعلى النموذجية المؤثرة وعلى القدرة الابتكارية في طرائق الشعر العربي.ومن أجل ذلك عملت على متابعة حضور أبي تمام و تأثيره في الأدب العربي بالغرب الإسلامي ،وخاصة في الشعر.