صورة الآخر في الرواية العراقية المعاصرة

وإذا كانت موضوعة الآخر قد مثلت حافزاً مركزياً لتبلور سردية الرحلات في الثقافة العربية ، وشكلت إحدى الدعامات الأساسية لنشأة الأصول الروائية العربية الأولى، بوصفها مقولة مؤسّسة للرواية العربية الحديثة، من حيث إسهامها في نشأة الرواية، وتطورها في الثقافة العربية الحديثة، ومن حيث بنيتها فإن الرواية العراقية المعاصرة، بدورها لم تتطور بمعزل عن متخيل الآخر، واستبطان إنزياحات الهوية، وفي هذا السياق شكّلت نصوص ما اصطلح عليه بـ(روايات اللقاء الحضاري) ملمحاً بارزاً في مسيرة الرواية العراقية، ومثلت قضايا الاختلاف والائتلاف انشغالاً معرفياً وجمالياً في تجارب كثير من الروائيين العراقيين،تواتر حضوره منذ مرحلة التأسيس– التي مثلتها رواية سليمان فيضي (الرواية الإيقاضية 1919 )، ورواية آكوب جبرائيل المحامي (عجائب الزمان في صرح عروس البلدان 1928) ، ورواية محمود احمد السيد (جلال خالد 1928) – وحتى يومنا هذا، على نحو طبعه السعي المستمر إلى تجاوز الصيغ المأثورة للذات والآخر، والبحث الدائم عن تنويعات صورية مغايرة، لتنتج هذه النصوص على مختلف مراحلها صياغات جمالية بشتى السمات: الرفض والقبول، والتواصل والتقاطع، بالقدر الذي تتقاطع فيه الإحالة على مستويات متنوعة من صيغ التفاعل مع الآخر.