صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون

هذا كتاب يؤرخ لمرحلة جديدة وفريدة في كتابة وصناعة التاريخ، حيث نجح المؤلف في إخراج الأستاذ محمُود محمَّد طَه من سجُون التشويه والتَّحامُل والتجاهل والتَّغييب عن الذاكرة الجمعيَّة، والعزل عن ميدانِ البحثِ العلمي، والتَّضْليل المنظَّم والُمجمع عليه، مُصادِماً بذلك القديم وجَحافل الأكاديميين الُمتقاعسين عن مسئولياتهم، والفُقهاء الذين نصَّبُوا أنفسهم أوْصِياء على العقُول، والسَّلفيين والطَّائفيين والمؤرِّخين المزوِّرين. عالج الكتابُ مؤامرات الشؤون الدينية، والمعهد العلمي، والجامعة الإسلامية، والأزْهَر، ورابطة العالم الإسلامي، وجماعات الهَوس الدِّيني المحلية والإقليمية. والموقف من جمال عبدالناصر ودعوة القومية العربية، ومحكمة الردة الأولى(1968)، والثانية(1985) والتي أدت إلى منصة الإعدام وتجسيد المعارف ويخرج الأستاذ محمود محمد طه من خلوته الثانية هذه بهذا السفر العظيم، الذي يجسد مواقفه الصَّامدة الخالدة وحياته الملهِمة. يرجى لهذا الكتاب أن يشعل ثورة فكرية كمقدمة للثورة الثَّقافية التي بشَّر بها الأستاذ محمود محمد طه في كتابه: الثورة الثقافية. لقد نجح المؤلفُ، بالتنقيب في المصادر الأولية، والوثائق النادرة والمهملة واستنطاقها، وإعادة النظر في المسلمات، في قرع الأجراس القُدسية التي تبشِّر بميلاد فجر يقظة الأمة السُّودانية، ومن ورائها، بإذن الله، الإنسانيَّة جمعَاء عصَام عبدالرَّحمن البُوشي