الأدب للتربويين، للتعايش الإنساني: تصميم مناهجه ومنتخبات من روائعه

هذا كتاب أدب، وليس كتابا عن الأدب. كما أنه ليس كتابا في تاريخ الأدب. الأدب فن أداته اللغة، أو لنقل هو فن التصوير والنحت والتنغيم باللغة. وهو بعد ذلك فن يخاطب الأذن والعين والخيال جميعا، ويتوجه إلى العقل والوجدان معا. وللأدب وظائف شتى، ليس من بينها التزييف أو تغييب وعي المتلقي أو الإنسان المتوثب إلى قيم الجمال والحرية والحق. اجتهدت في انتخاب النصوص التي تبدو الأكثر تعبيرا عن عروبة البناء اللغوي، والذوق العربي الجامع المشترك، ومشارب الحياة الجميلة، والقيم الإنسانية النبيلة، والمقاصد العليا للشرائع والدساتير، وغايات التربية والتعليم. حاولت أن أتحاشى تقديم صورة (معقمة) أو مصطنعة أو مشوهة للحياة. إن وضع كتاب يرضى عنه كل من يقرؤه ضرب من ضروب المستحيلات. وإن وضع كتاب في الأدب على تلك الصفة هو "أمّ المستحيلات". يطمح كتابنا إلى توجيه طاقات الطلاب والمعلمين إلى معايشة قيم التعايش والتسامح؛ فإن عملية التعليم ذاتها هي الإسهام الأكبر في نشر التسامح وإعلاء قيم التعايش، بوصف الأدب تجربة لغوية جمالية إنسانية. إننا إن لم نساعد طلابنا على أن يميزوا بأنفسهم بين الصواب والخطأ، النافع والضار، الجميل والقبيح، والبصيرة والعمى، والنباهة والاستحمار، فلا خير فينا ولا فيهم.