أخلاقيات العلم وتدريس العلوم

لقد أصبح العلم سلاحا خطيرا في يد الإنسان, فبالعلم يستطيع الإنسان أن يعمر هذا الكون وأن يزيد من رفاهية سكانه ، وبه أيضا يستطيع أن يدمر حياته ويقضى على حضارته, وقد صار العلم والتكنولوجيا يطرحان قضايا ومشكلات أخلاقية ومنها : الحرب النووية والكيميائية والبيولوجية وما سببته أسلحتهما من آلام للبشرية، استخدام الصواريخ العسكرية في حرب الفضاء، استخدام الأقمار الصناعية في التجسس في حرب الالكترونية، استخدام الانترنت فيما يعرف بحرب الجيل الرابع، سوء استخدام العقاقير الكيميائية، استخدام هرمونات النمو في إنتاج الغذاء، الأغذية والمحاصيل المعدلة وراثيا، ومن هنا كانت هناك ضرورة لأن يكون للعلم أخلاقيات تحدد الإطار السليم لتوجيه مستحدثات العلم والتكنولوجيا لصالح البشرية, لذا ظهرت أخلاقيات العلم كاتجاه جديد في تعليم العلوم وتطوير مناهجها في مختلف المراحل التعليمية, حيث تعد مناقشة القضايا المجتمعية والمشكلات الناشئة عن تفاعل العلم والتكنولوجيا والمجتمع بعد من أبعاد تدريس العلوم ولما كان المعلم هو أحد الركائز الأساسية في العملية التعليمية, وعليه يقع العبء في تزويد الطلاب بكل ما هو مستحدث, لذا أصبح تطوير إعداد معلم العلوم وزيادة وعيه بقضايا أخلاقيات العلم ضرورة حتمية. لذا ينبغي التعرف على مدى اهتمام برنامج إعداد معلم العلوم بالعلم والجوانب الأخلاقية لها, وهو ما يهدف إليه هذا الكتاب.