النزعه النقدية في فلسفة ابو حامد الغزالي

النزعة النقدية في فلسفة أبو حامد الغزالي يعتبر أبو حامد الغزالي من أعلام العرب والإسلام والفكر الإنساني، تحدثت عنه المصادر على مختلف مشارب أصحابها في العلوم والمعارف الإسلامية من تصوف وفقه وأصول وعلم كلام وفلسفة ومنطق وأخلاق. وقد انقسم مؤرخوا الفكر والفلسفة بصدد التأريخ للغزالي ولمكانته العلمية إلى أصناف: صنف يرى أن الغزالي هو الممثل الحقيقي للفلسفة فأفردوا له فصولاً بل كتباً يدرسونها، ورفعه بعضهم إلى مقام الأولياء. وصنف ينظر إلى الغزالي على أنه ممثل لتيار ديني مضاد للفلسفة والفكر الحر، تسبب في القضاء على كل محاولة للابداع والتطور وحمله تبعات انتشار التصوف المنحرف وذيوع الأحاديث الموضوعة والضعيفة، كما يحمله مسؤولية التخلف الحضاري، فهووا به إلى أسفل سافلين. وهكذا تضاربت الآراء والمواقف حول الغزالي بين القدح والمدح إن لم نقل أنها تناقضت. وبعيداً عن دعوات التعصب من مدح أو تحامل على الغزالى وفلسفته، لا يستطيع الباحث المنصف لكتب الغزالي إلا الاقرار بمنزلته وأثره الكبير سلباً وايجاباً في مسار الفكر الاسلامي والإنساني. فقد كان الغزالي صاحب عقلية متوقدة‏، ومتمردة فكرياً علي كل التيارات الفكرية التي كانت سائدة في عصره‏،‏ وقد اتخذ في نقده لها جميعاً منهجاً مغايراً لمناهج عصره‏،‏ وهو الشك المنهجي‏،‏ وهو ذات المنهج الذي اتخذه أيضاً أبو الفلسفة الحديثة ديكارت بعد الغزالي بأكثر من خمسة قرون‏.