ما فات كتب الخلاف من مسائل الخلاف في همع الهوامع

شاع منذ القدم ضراوة الخلاف النحوي بين البصريين والكوفيين، فتناول مجموعة من العلماء دراسة المسائل الخلافية بينهما، فتعددت المصادر المهتمة بهذا الأمر، فاتفقت في مسائل وتفردت في أخرى، ولم يصلنا من هذه المصادر سوى ثلاثة هي: الإنصاف، والتبيين، وائتلاف النصرة، وأتبعها الدكتور فتحي حمودة بـ(ما فات الإنصاف). ولقد ركز البحث على استخلاص المسائل الخلافية بين المدرستين من كتاب همع الهوامع للسيوطي، باعتباره مصدراً يوازي مائة أخرى من كتب الأصول، وقد بلغت المسائل المستدركة على كتب الخلاف مائة وست وثمانين مسألة، غير المسائل التي تكرر ورودها في كتب الخلاف جميعاً. وكان الوصول إلى هذه النتيجة من خلال التمهيد بتعريف الهمع ومؤلفه السيوطي، ثم التعريف بكتب الخلاف ومؤلفيها، معرجاً على نشأة المدرستين، والأصول التي اعتمدتا عليها. ثم أجريت دراسة مقارنة بين مسائل الكتب جميعاً بما فيها الهمع، لأقف على المسائل المشتركة بينها، والمسائل التي تفرد بها كل مصدر عن غيره. وكان من نتائج البحث إثبات أن الهمع غزير بمسائل الخلاف بين المدرستين بشكل خاص، وبين علماء المدرستين ومناصريهم في الأجيال اللاحقة لنشأة الخلاف النحوي بشكل عام. والاستدراك على كتب الخلاف بمسائل جديدة لم تتطرق إليها سابقاً.