الأنترنت وثورات المستقبل

وصف التطور الكبير في تكنولوجيا الاتصال مع نهاية القرن العشرين بأنَّه ثورة كبيرة كان لها الآثار الملموسة على مختلف نواحي الحياة. وكان من أبرز تلك الآثار أن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي قوة لا يستهان بها في توجيه حركة الأحداث في المجتمعات والدول. بل وعلى سلوك الأفراد ذاتهم بعد أن ثبت من خلال الكثير من الدراسات والأبحاث بإنَّ هذه الوسائل الجديدة تؤثر تأثيراً ملموساً في معارف الناس وفي قيمهم وفي اتجاهاتهم نحو الموضوعات والقضايا المختلفة بما فيها الاتجاهات السياسية. إذ أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تمثل جانباً مهماً في حياة المجتمعات. ولم يعد دورها مقصوراً على التواصل الشخصي والاجتماعي بين أفراد المجتمع. بل أخذت تؤدي أدوار سياسية أيضاً من خلال تداول المعلومات الخاصة بالأحداث السياسية والدعوة إلى حضور الندوات أو التظاهر والاعتصام. وأضحت كلمة (الفيسبوك) و(التويتر) و(اليوتيوب) من الألفاظ الشائعة في مجال العمل السياسي منذ ثورات الربيع العربي التي أطلق عليها البعض (ثورات الفيسبوك) لما كان لهذا الموقع من دور كبير في توصيل رسالة الثورة لكافة أنحاء العالم. وخلق حالة من التنظيم والإدارة لمجريات الثورة في ظل السطوة الأمنية وحالة الرقابة الشديدة التي كانت تفرضها الأنظمة