المقاصد من المقاصد عند الإمام محمد الطاهر ابن عاشور

مقاصد الشّريعة الإسلامية؛ علمٌ يشمل جملة الغايات والأهداف المقصودة من التَّشريع في تشريعه للحكم؛ هذه الغايات أو الأهداف إمَّا أن تكون عبارة عن مصالح تُجْتلب أو مفاسد تُدفع، دنيويةً كانت أو أخروية، عامّة أو خاصةً، أو جزئيةً، دِراسة هذه المقاصد تُورِثُ طمأنينةً في القلب، وامتثالاً في الجوارح. وهذا البحث يعتبر خاصا بالفكر المقاصدي عند ابن عاشور، الذي عرض في مدوّنة تآليفه عددًا من المقاصد المختلفة باختلاف اعتباراتها، مما قد لا يسع الباحث جمعه، والوقوف عليه، بيد أنّ النّاظر في هذا الفكر يُدرك أن ابن عاشور كان يرمي إلى إبراز وإظهار مقاصد أثناء طرحه لمقاصده، يبيّن من خلالها أنّ موضوع المقاصد هو موضوع منظوم في الشّريعة الإسلامية بكليتِها وجزئيَّتها. لِتعلُّقِ الفقيهِ بحقيقة معنى الأمر والنّهي، ووَجْهِ المصلحة، والمقصد في كلٍّ منهما.